عن مهرجان حيفا المستقلّ للافلام - النائبة حنين زعبي

من مواجهات الحراكات الشبابية إلى "مهرجان حيفا المستقل للأفلام" - هذا الجيل "يخلق ما يشبهه":

 

لخص عايد فضل، أحد أعضاء الطاقم ، الفعل الثقافي للمهرجان بأنه الجواب على "اكتشاف أن الأرض والعمارة والبيت لك، لكن كلّ ما تحتويه المدينة من

فعاليّات كانت تهيمن على البلد ليست لك، ولا تقرّرين في شأنها، وليست تحت سيطرتك ولا تشبهك".

 

إن الفعل الذي "ينتزع الأشياء من سياقها الاستعماري، ويحولها إلى ما يشبهنا، وإلى ما تحت سيطرتنا"، هو فعل سياسي بامتياز، فالسياسة ليست مجال

فعل، بل مجال معنى، معنى يدور حول صراع القوة وصراع السيادة.

ومهرجان حيفا المستقلّ للأفلام،في دورته الثالثة، حوّل الإنتاج الثقافي إلى فعل ثقافي، وأعادها من هامش مشوه، مدجن، إلى واجهة متصالحة مع

جمهورها وناسها.

 

هو الجيل، الذي يخلق أدواته ولغته ويبني سيطرته على أشكال تعبيره عن ذاته، منتزعا إياها ليس فقط من سياق الاستعمار، بل أيضا من سياق أدوات ولغة فاقدة الانتعاش والعنفوان.

المهرجان، والفضاءاتـ التي أنتجها هذا الجيل أيضا، ومن ثم استعملها لعرض أفلامه، ومستوى إدراكهم لما يفعلوه، كلها صناعة جيل فهم قواعد اللعبة

والتحدي، بطبيعية، وكأن الأمر لا يحتاج لعناء ولا لاجتهاد خاص:

"نحتاج فقط أن تكون حاملة لتصوّر واضح؛ خطّة عمل وخطوات استراتيجيّة تقود إلى شكلها في المستقبل القريب والبعيد. من جهة بناء استراتيجيّ واضح

للاستدامة، وكذلك لمبادرات وأفكار جديدة بإمكان المهرجان احتضانها مستقبلًا، ومن جهة ثانية، إيمان الطاقم بالفكرة"، وفق ما يقول روجيه خليف.

إنها الساحات المتعددة لذات الفعل.

 

كل التحية للمؤسسين الشباب وللطاقم والمساهمين، وللمؤسسات والمراكز الثقافية التي احتضنت المهرجان، وقدمت لنا هذا الفعل الثقافي المُقاوم.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط