"مقالات في ثورة مُلهمة"

أصدر التجمع الوطني الديمقراطي مجلة تثقيفية تحت عنوان: "مقالات في ثورة ملهمة" استعرض فيها أهم محطات ثورة الضباط الأحرار في مصر بوصفها أهم ثورة في تاريخ العرب الحديث.

 وتزامن صدور المجلة - عمداً - بين حدثين أحياهما التجمع على الدوام: ذكرى ثورة الضباط الأحرار بتاريخ 23/7، وذكرى رحيل رمز الكرامة جمال عبد الناصر التي تحل نهاية الشهر الحالي 28/9.

 ويسلط التجمع، باعتباره تياراً قومياً عروبياً ديمقراطياً تقدمياً، الأضواء على مثل هذه المناسبات لا من باب الحنين "الرومانسي" بالطبع، بل من باب النقدية الدائمة، فنضع الإنجازات العملاقة نصب أعيننا ولا نقفز عن الإخفاقات بالمقابل، وفي الوقت ذاته ندافع بقوة عن المشروع القومي الناصري ورمزه أمام كل من يعملون منهجياً على تشويه كل ما هو ناصري بحقدٍ دفين وبتزييف فظ لأهم ثورة في تاريخ العرب الحديث، خصوصاً تيار الإخوان المسلمين والداعمين لهم.

ومنذ نشأته سلّط التجمع الوطني الديمقراطي الأضواء الكاشفة على التجربة الناصرية عموماً، وعلى ثورة 23 يوليو بشكل خاص بإنجازاتها وإخفاقاتها معاً، ومنذ تنظيمه لمخيم الهوية الأول للأطفال سنة 1996 وحتى مخيم الهوية الأخير في العام الماضي كانت فرقة جمال عبد الناصر حاضرةً دائمة في جميعها بلا انقطاع.

يخرج هذا المشروع إلى النور في هذا التوقيت بالذات، الذي تهرول بعض دول الخليج للتطبيع صاغرةً مع دولة الاحتلال، وتضرب الخاصرة الفلسطينية بخنجرها المسموم علناً، بعد أن كان التنسيق سرياً لعشرات السنين، كما يتضح كل ِيومٍ، ويتضح معه في آن كم كانت صائبة بوصلة ثورة 23 يوليو وأهدافها، بوصلة جاءت لتجعلَ للأمة العربيةِ وللمُستضعفين في الأرض مكاناً تحت الشمس بمشروع الوحدة، ولتجعلَ من العدالة الاجتماعية نهج حياة، ومن السيادة والحرية والكرامة والكبرياء عنواناً رئيسياً، ومن قضية فلسطين قضية العرب أجمعين.

ما أحوجنا للكبرياء في زمن الإنحناء هذا.

ما أعظم الصرخة التي أطلقتها الثورة حينها، على لسان محركها الأساس: "ارفع رأسك يا أخي"!

وما أحوجنا لهذه الصرخة اليوم، أمام باب الحظيرة التي يتسابق إليها القطيعُ ذليلاً صاغراً نحو التطبيع.

نضع بين أياديكم نشرتنا هذه، ولعل وهج هذه الثورة المباركة يعيد إلينا أمل الانتصار على العجز من جديد.

 نرحب بملاحظاتكم... ونأمل أن نكون قد وُفقنا.

*أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي


تصميم وبرمجة: باسل شليوط