لنوقف هذه الاستباحة..

 

كوننا نُعيد نفس الخطاب المتعلّق باستنكار العنف والجريمة، معناه أن الخطاب يبقى خالياً من أي مجهود قيادي جدّي لمعاقبة المجرمين والسّاكتين عن الجريمة، وكل حقير تسوّل له نفسه بانحطاط صفيق لتحميل يارا أو غيرها مسؤوليّة الجريمة.


لقد خرجنا من معارك دامية للانتخابات المحليّة، ولم نقم كأحزاب وكقيادات بالإشارة بالإسم والإصبع لكل رئيس سلطة فاز أو مرشح لم يفز، وقام بالتعاون أو بالتهاون مع أي مظهر من مظاهر العنف، بما في ذلك حمل السلاح واستعماله من قبل حتى أقربائه هو.


يارا، ذبحت وتهشّم جسدها، لأننا لم نعرف حتى الآن أن نحوّل الجريمة والعنف والعربدة إلى عبء ثقيل وقاتل على كل أزعر ومعربد، لأننا لا نقيم الدنيا ولا نقعدها على عصابات جريمة معروفين، وعلى 'جنودهم'، وعلى متواطئين معهم من الشرطة ومن الصفوف الأولى في الشرطة.


لأننا لا نقيم الدنيا ونقعدها، على كل تصريح أو تلميح أو حكم محكمة أو تصرف اجتماعي يمس مكانة المرأة واحترامها ويقلل هيبتها، ويبيح احتقارها أو إهانتها.


جسد يارا المقطع، هو كرامتنا نحن التي تتقطع.


من يستمر منّا في علاقة طبيعية مع أب أو أخ أو زوج أو قريب أو حبيب أو غريب، يهين امرأة أو يتمادى معها أو يعنفها، فهو شريك في تقطيع جسد يارات، لم يقتلن بعد.

لنعترف أننا نحتاج لجرأة أكثر كقيادات وكأحزاب أمام الشرطة وأمام عصابات الجريمة وأمام العربدات على أنواعها.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط