الرامة: المئات في مهرجان استقبال الأسير المحرر غطاس

نظم الليلة الماضية مهرجانا احتفاء بتحرير الأسير، د. باسل غطاس، من السجون الإسرائيلية، بعدما قضى عامين في أعقاب إدانته بنقل هواتف خليوية لأسرى أمنيين في نهاية العام 2016، عندما كان نائبا في الكنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة "المشتركة".

وأقيم المهرجان في قاعة كنيسة وقف الروم الأثوذكس بالرامة، وقد برز بين الحضور رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، رئيس مجلس مجد الكروم المحلي سليم صليبي، النائبة هبة يزبك، أسرى محررون، عوائل أسرى لا زالوا يقبعون في السجون الإسرائيلية، ذوو شهداء، بالإضافة إلى ناشطين سياسيين وقيادات وكوادر التجمع الوطني الديمقراطي.

وتولى عرافة المهرجان، المحامي خالد تيتي، وقد استهل باستقبال الأسير المحرر، د. باسل غطاس، على أنغام نشيد "تجمعي لك السلام" ثم الوقوف على نشيد "موطني".

وكانت الكلمة الأولى في المهرجان لرئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، حيث قال إن "هذا هو المكان المناسب لباسل غطاس وما عدا ذلك هو تعسف وطغيان، وأعيننا تنظر إلى من تركهم وراء القضبان، ومن هنا نحيي كافة أبناء شعبنا الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية".

وأضاف أن "دورنا كقيادات سياسية في المرحلة المقبلة يتطلب منا مواجهة مخططات التشتيت والشرذمة والعدمية التي يحاولون إشاعتها بيننا، فهم يريدوننا شعبا مقطوع الرأس بدون مرجعيات، وهذا أحد التحديات الموضوعة أمامنا ما يتطلب منا التعاون من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي، ومن هذا الباب فإن لغطاس دور كبير يجب أن يعود ليمارسه في حياتنا العامة".

وألقت عضو المكتب السياسي للتجمع والنائبة السابقة، حنين زعبي، كلمة الحزب حيث جاء فيها "نحن سعيدون جدا بعودة باسل بيننا، وهذا المكان الطبيعي لشعب يناضل من أجل الحرية بغض النظر عن التفاصيل، ومكان المجرمين وقاتلي الأطفال ومحاصري غزة في السجون والمحاكم الدولية".

وتابعت "قبل خروج باسل من السجن أنجز إضراب الأسرى الأخير قضية إدخال هواتف عمومية قبل شهر ونصف، وهو مطلب إنساني بسيط ومفهوم لكل بوصلة وطنية، وقد كان لغطاس قسط ودور في ذلك بعدما حمل هذا الملف قبل الدخول للسجن والاعتقال، بحيث تعامل مع الأسرى كقضية إنسانية ووطنية مقابل التعامل مع الوظيفة البرلمانية بشكل غير روتيني".

ودعت إلى طرح قضية الأسرى وحقوقنا جميعا على الأجندة وإثارة الوعي العالمي والداخلي تجاهنا، مؤكدة أنه "فقط طرح مشروع وطني فلسطيني مرتبط عضوي لتحررنا كشعب فلسطيني واحد من الصهيونية، يستطيع إخراج عملنا السياسي من هامشيته السياسية، الخروج من الهامش يفرض على الآخر التعامل معك بجدية كلاعب سياسي، الإصرار على شراكة مع الآخر كهدف وليس كنتيجة لحساب قوتك من قبل الآخر، ضرب من تكريس التبعية والدونية".

وتطرقت الناشطة، أولي نوي، في كلمة ألقتها بالمهرجان إلى محاولات السلطات الإسرائيلية لكسر إرادة الشعب الفلسطيني من خلال التضييق والسياسة الممنهجة بحق الأسرى، وقد أعربت عن امتنانها لغطاس لما عرفته وتعلمته عن حياة الأسرى من داخل السجون من خلال الرسائل التي قام بكتابتها، معتبرة أن تكون هذه الرسائل بمثابة درس سياسي للمؤسسة الإسرائيلية.

وكانت الكلمة الختامية في المهرجان للمحتفى به، د. باسل غطاس، الذي أعرب في بداية حديثه عن "سعادته بالعودة إلى الحرية، كما وقد توجه بالشكر لكل من تضامن معه ووقف إلى جانبه".

وحيا غطاس في كلمته "أسرى الحرية الذين تركهم ورائه في السجون الإسرائيلية، وبدون شك أن الفرحة ناقصة ولن تكتمل بتحقيق الحرية لأسرى القمع في السجون الإسرائيلية".

وأكد أنني "لست بنادم على ما قمت به من عمل شخصي وإنساني من أجل الأسرى، وقد دفعت أنا وأسرتي ثمن ذلك، علمًا أنني قمت بذلك لأسباب ضميرية وإنسانية، ومن هذا المنطلق رفضت الاعتراف بالندم أمام لجنة الثلث وقد سجنت 7 أشهر إضافية".

وتابع أنه "في اليوم الأخير لي داخل الأسر جرى نقلي من السجن بساعة مبكرة صباحا باتجاه العفولة، حيث تم إنزالي في محطة للحافلات، وكل ذلك من أجل منعي من لقاء أسرتي وعائلتي خارج السجن".

وختم غطاس بالقول إن "الأسرى يعانون من ظروف قاسية وصعبة، وخلال الفترة التي قضيتها في السجون استمدت منهم المعنويات والقوة، وكان لي الفخر والاعتزاز بتواجدي معهم وهذه فرصة لأحييهم على استضافتهم وكرمهم لي".




















تصميم وبرمجة: باسل شليوط