شحادة: هبة القدس والأقصى تلازم واقعنا السياسي والمعيشي والاقتصادي والاجتماعي لغاية الآن

من زيارة النصب التذكاري لشهداء كفركنا

قال النائب د. إمطانس شحادة، (التجمع - القائمة المشتركة) إن هبة القدس والأقصى/ الانتفاضة الثانية، تلازم واقعنا السياسي والمعيشي والاقتصادي والاجتماعي لغاية الآن، فلا يمكن لنا أن نقرأ ونفهم السياسات الإسرائيلية الحالية تجاه المجتمع العربي، دون سياق إسقاطات الانتفاضة الثانية/ أكتوبر 2000، والصدمة التي أحدثتها لدى المؤسسة وصُنّاع القرار في إسرائيل.

وأضاف أن صدمة "نزول العرب إلى الشوارع" للوقوف إلى جانب أبناء شعبنا، بعد أن اعتقدوا أن مهمة تدجين العرب قد نجحت. وهي صدمة إعادة اكتشاف الهوية والانتماء حين اعتقدوا أنّهم نجحوا في أسرلة العرب. وهي صدمة من استعداد هذا الشعب الجبّار على التضحية والعطاء، مقابل نيل الحرية والمساواة والحقوق، بعد أن اعتقدوا أن المطالب المعيشية تطغى على كل المطالب، أو أنها أُم المطالب. وهي صدمة بعد أن اعتقدوا أننا شأن إسرائيلي داخلي، كما حاولوا فرض ذلك في اتفاقيات أوسلو فاكتشفوا وهم الخط الاخضر.

وأكد أنه ناضلنا في أكتوبر كشعب من أجل الحرية والكرامة، ولأجل إنهاء الاحتلال والبطش وقتل أبناء شعبنا. نضالنا من أجل مكانتنا وانتمائنا وحقوقنا. هذا النضال حقّق الكثير وكان ثمنه مرتفعًا، فاستشهد 4412 فلسطينيا (منهم 13 يحملون المواطنة الإسرائيلية) وعشرات آلاف الجّرحى، وانكشفت مرة أخرى وحشيّة المؤسسة وإجرامها بالتّعامل مع الفلسطيني، في كل أماكن تواجده. حقّق هذا النضال اعتراف بالغبن دون أن ينهيه، وحقّق اعتراف بالعنصرية دون أن يلغيها، وحقّق إعادة الوحدة واللحمة دون أن يلغي الخصوصية. وما زال أمامنا الكثير الكثير. ومن أهم عِبر الانتفاضة الثّانية، هو الحفاظ على الهوية والانتماء والمطالبة بالحقوق الطبيعة لأبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم، والعمل الجماعي لنيل الحرية والمساواة، وعدم الفصل بين الحقوق المدنية والقومية، وأن تحقيق أحدها لا يكون على حساب الآخر.

وختم شحادة بالقول إنه كلنا نريد مستقبلًا أفضل لنا ولأبنائنا ولشعبنا، نريد حلًا لآفة العنف والجريمة، ونطمح إلى حالة معيشية أفضل ومستويات تعليم أعلى، وخدمات صحية أفضل وبنى تحتية حديثة، ووقف هدم البيوت، وتوفير فرص عمل. نريد كل هذا كبقية شعوب الأرض، لكن نريدها بالتوازي مع الحفاظ على لغتنا وتراثنا وتاريخينا وهويتنا وانتمائنا، بالضبط كبقية شعوب الأرض. 


تصميم وبرمجة: باسل شليوط