نواب التجمع: الإسلام دين وحضارة ومجتمع وتصريحات ماكرون عنصرية استعمارية

النائبان سامي أبو شحادة وهبة يزبك

قال رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. إمطانس شحادة، "نرفض أي إساءة وإهانة للديانات والأنبياء، تحت أي ظرف وأي مسمى".

وأكد أنه "ما كان ماكرون ليهاجم ويتطاول على الإسلام والنبي العربي محمد (صلى الله عليه وسلم)، لولا ذهنية المستعمر وتاريخ فرنسا الدموي تجاه الشعوب العربية والإسلامية والأفريقيّة".

وختم شحادة بالقول إن "هذه الذهنية والكراهية هي جزء من عقيدة اليمين الشعبوي الجديد في أوروبا والدول الغربية، لكن لا يقل أهمية وخطورة هو دراية ماكرون بأن فرنسا لن تدفع أي ثمن سياسي ولا دبلوماسي ولا اقتصادي ولن تتضرر مصالحه، وذلك نتيجة تراجع المشروع القومي العروبي، ووهن الأنظمة العربية وضعفها، وتعلقها الكبير بالدول الغربية المستعمرة، والهرولة للتطبيع المجاني مع إسرائيل".

وفي تعقيب النائبة هبة يزبك (التجمع- المشتركة) حول تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أكدت على أن 'تصريحات ماكرون لا تقع ضمن حرّية التعبير، إنما ضمن سياسات الاستعلاء والتحريض على الإسلام كدين وحضارة ومجتمع، من منطلقات عنصرية استعمارية راسخة، ومن دوافع انتخابية ضيّقة تعزز فضاء اليمين الشعبوي الصاعد عالمياً'.

وأضافت أن 'هذا الخطاب المُحرِّض يُعبِّر عن سياسات سيطرة وقمع وسلّب ينتهجها الغرب وأنظمته بمنهجيّة شديدة تجاه الشعوب العربية وأوطانها، أي نهج كهذا مرفوض ومدان دون أي لبس!'.

وقال النائب سامي أبو شحادة عن التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ في القائمة المشتركة حول ماكرون والهجوم على الإسلام: 'أولًا: الإسلام هو دين وحضارة لأكثر من مليار ونصف المليار إنسان. وقد ساهم هذا الدين في تشكيل وتطور الحضارة الإنسانية بشكل عام. كما بنت عليه الحضارة الأوروبية الحديثة جزءًا كبيرًا من علومها وتطورها.

ثانيًا: إن التحجج بالدفاع عن حريّة التعبير عن الرأي من أجل الإساءة إلى الدين الإسلامي أو للرسول عليه الصلاة والسلام، هو أمر مستهجن ومرفوض ونستنكره بشدة.

ثالثًا: انجرار الرئيس الفرنسي ماكرون للخطاب العنصري لمنافسته ماري لبان، لن يسعفه انتخابيًا ولكنه بالضرورة سيزيد من شرعيّة الخطاب العنصري تجاه الإسلام والمسلمين، كما سيزيد من الفجوات داخل المجتمع الفرنسي بين مسلميه ومسيحييه. بالإضافة إلى أنّه سيغذي ثقافة العنف والتحريض والإرهاب لدى كافة مركبات المجتمّع الفرنسي ومجتمعات أخرى.

رابعًا: إن التطرف العلماني ليس أقل سوءًا من التطرف الديني بأي شكل من الأشكال. وقد أدى التطرف العلماني إلى جرائم وعنف كبيرين جدًا في القرنين الأخيرين، أمّا ربط التطرف بالإسلام أو بالأديان الأخرى هو فعل سياسي يأتي لخدمة أطراف سياسيّة معينة في سياق تاريخي مؤقت، لكنه يؤدي إلى المزيد من العنصريّة والكراهيّة بين الشعوب والثقافات.

خامسًا: إن النبي عليه الصلاة والسلام والدين والحضارة الإسلامية أكبر وأسمى بكثير من أن تمس على يد الرئيس الفرنسي ماكرون أو أي شخص أو حزب أيًا كان. الإسلام كان وسيبقى دين التسامح والاعتدال. علينا جميعًا محاربة التطرف على شتى أنواعه وأشكاله والعمل على تطوير ثقافة الاختلاف والتسامح وتقبل الآخر'.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط