"جفرا" في جامعة تل أبيب تنظم ندوة حول النكبة والتطهير العرقي

نظمت جفرا- التجمع الطلابي في جامعة تل أبيب التي أقيمت على أراضي قرية الشيخ مؤنس المهجرة منذ عام النكبة 1948، مساء أمس الإثنين، ندوة بعنوان 'النكبة والتطهير العرقي في أرض فلسطين وآفاق الحلول المطروحة'.

وألقى سكرتير حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، د. إمطانس شحادة، كلمة قال فيها إن 'النكبة مستمرة لأن أبعادها ما زالت حتى اليوم في دولة إسرائيل التي تحاول يوميًا طمس الرواية الفلسطينيّة، من خلال قوننة الرواية الصهيونيّة، وأيضًا من خلال استعمال القوة بشتى الطرق القانونيّة'.

وتطرق شحادة إلى اقتراح 'قانون القومية' الذي يشدّد على قومية دولة إسرائيل التي تريد سحب الشرعية من الفلسطينيين داخل وخارج الخط الأخضر.

وألقى المؤرخ الإسرائيلي، إيلان بابيه، بعد غياب 11 عاما عن الجامعات الإسرائيليّة، كلمة في الندوة، متطرّقا إلى جامعة تل أبيب، التي ابتدأت الدراسات فيها عام 1959 داخل بيوت قرية الشيخ مؤنس المهجّرة. وبعد عدة سنوات تم اقتراح تأسيس ناد للطاقم الجامعي في بيت المختار المهجّر، الأمر الذي ناقض المعايير الإنسانية والأكاديميّة.

وأكد بابيه أن 'القرية وقّعت على اتفاقية استسلام مع القيادة العسكريّة الصهيونية، لكن القيادة برئاسة دافيد بن غوريون، أعطت أمرًا للجنود أن يتم تفجير كل معالم القرية من أجل عدم إبقاء أهلها بعد الحرب. كما أن قربها ليافا شكّل حجة لاحتلالها، لأن القيادة الصهيونية قررت منذ نيسان/ أبريل 1948 أن تهجّر أهالي البلدات الفلسطينيّة المحيطة بالمدن مثل حيفا ويافا وعكا والرملة واللد وبيسان وطبريا وبئر السبع، وذلك من أجل إتمام المشروع الصهيوني المبني بالأصل على التطهير العرقي الذي يعزز الوجود اليهودي على حساب أصحاب البلاد، العرب الفلسطينيين، الذين هُجّروا بالقوة منذ نهاية العام 1947، وبالتحديد من بعد قرار التقسيم الذي صبّ في صالح اليهود، وهم بدورهم شدّدوا فقط على أمر واحد منه وهو الاعتراف بدولة يهودية بغض النظر عن حدودها'.

وشدّد على أنه 'حتى يتم احتلال أرض من قبل مستوطنين جدد، يجب شطب التاريخ والحضارة لأهالي البلد الأصليين، وعدم التعامل معهم كبشر، مثلما حصل منذ النكبة وحتى آخر حرب شُنّت على قطاع غزة الجريح'.

وأعرب بابيه عن استنكاره للتجاهل والنكران الذي تمارسه النخبة الحاكمة، والأكاديميين الإسرائيليين الذين ينكرون الرواية والحقيقة الفلسطينية حتى اليوم، ويشنّون الحرب الديماغوغية على العرب الفلسطينيين، مستخدمين مصطلحات الحرب على الإرهاب'، و'مقاومة الإسلام الأصوليّ'، سعيا للابتعاد عن الحقيقة، وهي التطهير العرقي الذي حصل في فلسطين قبل وبعد إعلان دولة إسرائيل.

وختم بابيه بالقول إن 'كل عملية طرد بالقوة أو بالتهديد أو بالإغراءات المالية لشريحة قومية معينة، تُعتبر تطهيرا عرقيا، وإسرائيل قامت بالفعل بالتطهير العرقي بين الأعوام 1947-1949 وما بعد ذلك، وهذا ما تخاف منه إسرائيل دوليا وتتذرع بحجج تاريخية لا علاقة لها بالبعد الإنساني'.

يذكر أن العشرات من الطالبات والطلاب العرب في الجامعة شاركوا بالندوة وعبروا عن أهمية عقد مثل هذه الندوات أمام الجامعيين العرب.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط