زعبي لوزير خارجية لوكسمبورغ: إسرائيل تقمع الأوروبيين أيضا

اجتمعت النائبة حنين زعبي (التجمع، القائمة المشتركة) يوم أمس، الأحد، بوزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، وذلك خلال جولة لقاءات نظمتها 'منظمة السلام العادل في الشرق الأوسط' لعدد من البرلمانيين والمسؤولين في الحكومة اللوكسمبورغية، بالإضافة لعدد من المدارس اللوكسمبورغية المشاركة في برنامج خاص حول القضية الفلسطينية.

 

وبحسب البيان الذي أصدره المكتب البرلماني للنائبة زعي، وصلت نسخة عنه لـ'عرب 48' اليوم، الإثنين، فإن أسلبورن يعتبر داعما بشكل خاص للحق لفلسطيني وذلك منذ توليه منصبه عام 2004، وكان قد تغيب عن لقاء وزراء الخارجية الأوروبيين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، إلى جانب وزراء خارجية ألمانيا والدنمارك، وهو بين وزراء الخارجية الأوروبيين القلائل الذين يطابقون بين 'المصلحة الأوروبية' وبين سياسات دعم حقوق الإنسان في العالم، والوقوف بوجه العنصرية، وقد وصف قبل عدة أشهر سياسات تقييد الهجرة لأوروبا، بأنها 'وصفة لتدمير أوروبا'، وأنها مناقضة 'لقيم أوروبا'. كما أنه يعتبر استثناء في الفجوة التي تتسع في أوروبا بين تأييد المجتمعات الأوروبية للحق الفلسطيني والتضامن مع الفلسطيني كضحية، وتشخيص إسرائيل كدولة عدوانية من جهة، وبين الأداء الرسمي الأوروبي الحريص على عدم إغضاب إسرائيل، وعلى التزام لغة مقتضبة، رسمية ومنضبطة حتى تجاه حالات العنف الإسرائيلي الواضحة. ويذكر في هذا السياق استدعاءاته المتكررة لسفيرة إسرائيل، سيمونا فرانكل، بعد وصفها الشهداء من المتظاهرين الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود غزة بـ'الإرهابيين'، رافضا هذا الوصف أيضا لأولئك الذين حاولوا عبور 'الحاجز الحدودي'. وقد دعا آنذاك إلى جانب الحكومة البلجيكية، إلى إجراء تحقيق دولي يتعلق بالجرائم الإسرائيلية الأخيرة التي قتلت 130 فلسطينيا بدم بارد وباستهداف متعمد.

وفي تصريح لها، حول البُعد الدولي لعمل النواب العرب، ومن خلال هذه اللقاءات، قالت زعبي، إنه 'علينا تعميق علاقاتنا مع المستوى الأوروبي الرسمي المتحرر أكثر من غيره من ضغوطات اللوبي الصهيوني، ومنهم وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، وهو من القلائل الذين يعبرون عن رأيهم بحرية دون خوف الاتهامات الإسرائيلية بـ'اللاسامية'، ودون حسابات تفصل بين 'المصلحة الأوروبية' وسياسات داعمة للحق الفلسطيني'.

وتهدف هذه الجولات، كما توضح زعبي، إلى 'دفع الأوروبيين لرؤية المشترك بين إسرائيل الدولة وإسرائيل الاحتلال وبين مشروع التهويد عن طريق القوانين الإسرائيلية والمواطنة للداخل الفلسطيني، وبين مشروع التهويد عن طريق الاحتلال والحصار، وإلى توضيح أننا بصدد وجهين لعملة واحدة، وجهين لمشروع واحد، وعلى أننا لسنا أمام حالة طبيعية، مقابل حالة غير طبيعية، فالحالتين غير طبيعيتين بنفس المقدار وإن اختلفت وسائل العنف'.

وختمت زعبي بالقول إن 'هذه الجولات تهدف إلى محاولة إعادة التفكير في استراتيجية حركات التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، من كونها تشدد حتى الآن على الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني حصرا، إلى توسيعها لتشمل الانتهاكات الإسرائيلية للأوروبيين أنفسهم، وتحول اللوبي الصهيوني إلى حركة قامعة لحق تعبير الأوروبيين عن مواقفهم السياسية تجاه ما تقوم به إسرائيل، وعن حقهم في الشفافية فيما يتعلق بعلاقات دولهم مع إسرائيل، وبتواجد شركات ونشاط إسرائيلي داخل دولهم، كالوجه الآخر المكمل والضروري للقمع الإسرائيلي للفلسطينيين'.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط