التجمع: زيارة ترامب تحمل بوادر تحول خطير في المنطقة

حذر التجمع الوطني الديمقراطي في بيان له، اليوم الأربعاء، من عواقب زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، معتبرة أنها قد تؤدي إلى تهميش القضية الفلسطينية وبدء التطبيع العربي مع إسرائيل.

وجاء في البيان "ينظر التجمع الوطني الديمقراطي بخطورة بالغة، إلى جولة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخليجية ونتائجها الوخيمة بإعادة تكريس التحالف بين أنظمة الرجعية العربية وبين الولايات المتحدة، على حساب الشعوب العربية ومصالحها وطموحاتها، وبالاستعداد لتهميش القضية الفلسطينية وتصفيتها، وتشريع التطبيع مع إسرائيل مع بقاء الاحتلال والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة".

واعتبر التجمع أن هذا التحالف "يقوم على نهب أميركا لثروات الأمة العربية وخيراتها من جهة، مقابل حمايتها لأنظمة قمعية فاسدة لا يهمها سوى البقاء في السلطة. ويقوم هذا التحالف أيضًا على التنكر لتاريخ أمتنا العربية وعلاقاتها التاريخية مع دول الجوار الأصيلة، وعلى إعلان الحرب والعداء لحركات المقاومة الوطنية والإسلامية بحجة محاربة الإرهاب، وزرع الفتنة وتأليب العداء بين الدول العربية وإيران والوقوف في صف واحد مع الاحتلال خدمة له ولأهدافه وأهداف الاستعمار الحديث الذي يشكل الاحتلال رأس حربته في المنطقة العربية".

كما حذر التجمع من "الوقوع في فخ خطاب الرئيس الأميركي الذي يسوق لحل اقتصادي مع السلطة الفلسطينية ويطرح الحلول الأمنية والتفوق العسكري مع إسرائيل. وبهذا يختزل قضية الاحتلال إلى رفع مستوى معيشة الفلسطينيين بينما تكون القضية وجودية أمنية بالنسبة لإسرائيل".

ويرى التجمع ان جولة ترامب "توفر دعمًا غير مشروط لسياسات إسرائيل وتأييدًا غير مسبوق للمشروع الصهيوني الاستعماري واستمراره، كما يتضح من خطابات الرئيس ترامب. والأخطر أن هذه الزيارة تحمل مؤشرات عزم إسرائيل والولايات المتحدة للاستفراد بالفلسطينيين وفرض اتفاقيات ستكون نتائجها كارثية على المشروع التحرري الفلسطيني".

وتابع البيان "لقد أوضح التجمع منذ اتفاقيات أوسلو ان الشعب الفلسطيني لن يقبل أي اتفاق سياسي غير عادل ولا يضمن الحد الأدنى من الحقوق التي تضمنها القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية. إن أي اتفاقية يجب أن تشمل حلًا حقيقيًا عادلًا وشاملًا للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال في كافة المناطق المحتلة عام 1967، ويضمن حق العودة وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف وإخلاء كافة المستوطنات، بما فيها المستوطنات التي أقيمت في القدس المحتلة".

وأضاف التجمع "أثبتت التجارب ومنذ أوسلو أن موقف وقراءة التجمع للسياسات الإسرائيلية وعدم جديتها في التوصل إلى اتفاق، بل منع إقامة دولة فلسطينية وفرض حلول الأمر الواقع كانت صائبة. فقد عارض التجمع مفاوضات واتفاق واي ريفير ومن بعدها مفاوضات كامب ديفيد 2000 ومفاوضات أنابولس، شتاء 2007".

دعا التجمع إلى "عدم الوقوع في مصيدة مفاوضات عبثية يستفيد منها الاحتلال، ويحذر من التنازل عن اشتراط المفاوضات بوقف الاستيطان وبتحرير الدفعة الرابعة من الأسرى ومرجعية سياسية وجدول زمني، ويطالب بالعمل على إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية على أساس الثوابت الوطنية والمشروع الوطني الكفاحي".


تصميم وبرمجة: باسل شليوط