عشرات الآلاف بمسيرة العودة لعتليت المهجرة ويصرون على العودة

وتقدم المسيرة التي برز من خلالها مشاركة واسعة للعائلات العربية والنشء والأجيال الشابة القيادات من مختلف الفعاليات السياسية والحزبية والقوى الوطنية والإسلامية والنواب العرب في الكنيست عن القائمة المشتركة، إلى جانب مشاركة واسعة لعائلات المهجرين داخل الوطن والنشطاء في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين.

وحطت المسيرة التي طافت أراضي القرية المهجرة في ساحة المهرجان السياسي والثقافي، حيث نظمت فعاليات متنوعة ترسّخ حق العودة والانتماء الوطني، ومن ثم انطلقت أعمال المهرجان الخطابي الذي تولى عرافته كل منن محمد كيال ورلى مزاوي.

افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، ومن ثم قراءة قرار الأمم المتحدة 197 القاضي بحق الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى ديارهم، ثم النشيد الوطني الفلسطيني " موطني"، كما تضمن المهرجات فقرات فنية ومحطات تراثية وموسيقية أبرزها زفة عرس تراثية للساحل الفلسطيني.

كما تضمن المهرجان الخطابي، كلمة جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، كلمة للاجئين قدمت عبر الهاتف، كلمة لقوى "اليسار الإسرائيلي"، وكلمة لجنة المتابعة العليا.

الأسير باسل غطاس يبعث برسالة تحية لمسيرة العودة واللاجئين

وخصصت أغاني لذكرى الفنانة الملتزمة الراحلة ريم بنا، كما قدمت وصلة فنية قدمتها الفنانة الصاعدة، عدن واكيم، وأغنية للفنانة الملتزمة دلال أبو أمنة.

ونقل مختصر رسالة للأسير باسل غطاس التي قال فيها:" يعز علي عدم مشاركتي في هذه المسيرة التي طالما شاركت فيها، أصبحت المسيرة إستراتيجية عمل في غزة منذ يوم الأرض وأعادت قضية العودة إلى المربع الأول ورسخت مجددا حق العودة".

حلم العودة للطنطورة يراود اللاجئ بلبنان عدنان الجيب

وكانت الكلمة الأولى للاجئين من لبنان ألقاها مهجر من قرية الطنطورة عدنان الجيب، عبر الهاتف والتي روى من خلالها تفاصيل المجزرة في الطنطورة، حيث أكد أن الجميع من اللاجئين يتمسكون بحق العودة ويعيشون على أملا أن تتاح الظروف لهم في العودة إلى دياره في الطنطورة.

فحماوي: سنبقى نرفع رايات العودة حتى يلتئم شمل اللاجئين بديارهم

وأفتتح كلمات المهرجان، عن جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين سليمان فحماوي والتي قال فيها:" نقولها ونؤكد يوم استقلالكم يوم نكبتنا، ونحن ماضون في تنفيذ حقنا في العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها، علمونا الكبار ألا ننسى وأن الأرض تعشق أصحابها ولو بعد حين".

وأضاف فحماوي: "هذه الأرض لنا وهؤلاء الشباب يحملون راية العودة وهم أصحابها ولن نتخلى عنها، أيها المعتدون حاولتم محو الذاكرة وتغيير الاسماء، ولكن هيهات نحن هنا اليوم وغدا وبعده على أرض عتليت وأخواتها الساحليات، سنعود إلى ارضنا وستتابع الجمعية تطبيق اجندة العودة وحق العودة المقدسة شاء من شاء وأبى من أبى".

ووجه فحماوي رسالة تحية للاجئين في الشتات ولمسيرات العودة الكبرى في غزة وللفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، قائلا: "إلى أهلنا في المخيمات والشتات، أنتم في القلب والضمير أنتم من شتت وما زال حافظ للقسم، ونقول لكم نحن هنا ننتظرك للم الشمال، إلى أهلنا في غزة السباقون في العطاء، أنتم من صنع مسيرة العودة وحراسها بدمائكم الطاهرة ولن ننساكم ولو طال الزمان، وإلى أهلنا في الضفة الغربية لكم ألف تحية لصمودكم أنتم منارة نضال شعبنا، إلى المهجرين الذين يقطنون على مرمى حجر من قراهم في عسقلان وصفورية وعين حوض والحدثة وغيرها، نقول لهم أنتم يا من بقيتم على تراب الوطن ضيوفا حاملين رايات العودة نبني معا مستقبل هذا الوطن والعودة إليه".

بركة للاجئين: بقينا بالوطن بانتظار عدوتكم لدياركم

والقى كلمة لجنة المتابعة العليا، محمد بركة الذي قال في كلمته:" نحن هنا ربما لنقول أشياء أهمهما، في هذا اليوم الذي يريدون أن تعم البهجة شوارع وساحات الوطن وانتحال التاريخ، في هذا اليوم الذي يحاولوا أن يزيفوا هوية المكان والتلاعب في هوية التاريخ نحن هناك لنشهر هوية وطننا، كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين هكذا كانت وستبقى".

وأضاف بركة إن "ذكرى النكبة أليمة وصعبة وليست فقط مأساة شعب وأمة وإنها قضية شخصية بالنسبة للاجئين الذين اقتلعوا من أرضهم وقراهم، ذكرى النكبة أليمة، ولكن هذه الحشود التي وصلت لتعلن موقفها بعد 70 عاما، هي شلال الحق الذي يثبت للقاصي والداني أن لهذه الأرض قضية ووطن كان يسمى فلسطين وصار يسمى فلسطين".

وتابع: "نقول لشعبنا في كل مكان، في المخيمات في سورية والأردن ولبنان وبكل مكان، نحن هنا بانتظار عودتكم ونحن حراس العودة، يا أهلي ويا أبناء عائلتي من صفورية ومن عتليت واجزم و530 قرية نحن الذين بقينا عام 1948 بقينا 153 ألف شهود على المكان وشهداء عبر الزمان بانتظاركم لتعودوا يوما عندما ينتصر الحق وتقوم الدولة وتكون العودة، من هنا نحيي ذكرى الشهداء ونحيي الأسرى".

وخلص للقول: "من ساحل فلسطين نرسل رسالة للطرف الآخر في الساحل في غزة البطلة، من هنا تحية الشعب إلى الشعب، تحية الوريد إلى الوريد تحية الفلسطيني إلى الفلسطيني، من هنا نرسل تحية إلى القدس التي كانت مدينة عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، وستبقى كذلك عاصمة دولة فلسطين، ونرسل رسالة حب لصمود أهلنا في النقب الذين يواجهون خطر الاقتلاع ونقول النقب لن يبقى وحيدا، ومن يعتقد إنه دجن قرية أبو غوش نرسل لهم إننا سنكون معكم وترسل لها تحية من شعبنا، وتحية لأهالي قرى الروحة".

وسبق انطلاق المسيرة، أن اعترضت الشرطة الإسرائيلية بعد ظهر اليوم، العديد من الحافلات العربية المتجهة للمشاركة في مسيرة العودة الـ21 إلى قرية عتليت المهجرة، ما تسبب بأزمة سير خانقة على المحاور الرئيسية المؤدية لمكان المسيرة التي أقرتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بالداخل الفلسطيني وبدعم من لجنة المتابعة العليا والأحزاب والفعاليات السياسية والحزبية والوطنية.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط