جواد والبوليس

'الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال'، قال صموئيل جونسون منذ زمن بعيد، ويبدو أن هذه العبارة صادقة ومعبرة حتى يومنا هذا، خاصة إذا كانت 'تجارة مربحة'.

من المثير للاشمئزاز أن يكتب شخص هو نفسه طائفي، واقترح تحصين رئاسة بلدية الناصرة لمسيحي قبل 3 أعوام، في قضايا وطنية مثل الأسرى والملاحقات السياسية و'صفقات الادعاء' مع الاحتلال، التي يمتهنها هو بنفسه وترزق منها طيلة عقود. 

ولا بأس من التطرق إلى الدور الذي يقوم به الكاتب الواعد جواد بولس، الذي اتخذ عهدا على نفسه مهاجمة التجمع والحركة الوطنية في كل مناسبة وبدون مناسبة وترويج روايات الشرطة الإسرائيلية، مرة بخطاب طائفي مأسرل (مقاله عن انتخابات الناصرة وتحصين الرئاسة لمرشح مسيحي) ومرة بمهاجمة الحركة الوطنية الأسيرة (مقاله عن عمر سعيد وراوي سلطاني)، ومرة بخطاب 'وطني مزايد' كما كتب الأسبوع الأخير.

ولا ضير من تذكير الكاتب الواعد أن 'من بيته من زجاج لا يرشق الحجارة على بيوت الآخرين'، وبيتك أيها الكاتب الواعد كله من زجاج... ولا يحق لك الحديث عن نضال وطني ونشاط سياسي وصفقات ادعاء ومال سياسي، وأنت تمتهن إبرام صفقات الادعاء مقابل راتب شهري لك.

يكرر بولس بمقالاته التي اعتقد أنه يخصص لها وقتا أكثر بكثير من الذي يصرفه على معالجة ومتابعة ملفات الأسرى الفلسطينيين، التي يتقاضى المبالغ المحترمة عليها من وزارة الأسرى، يكرر ادعاءات المخابرات والبوليس ضد الحركة الوطنية، وهو ما يثير تساؤلات حول دوره وهدفه.

كان الأجدر بالكاتب الواعد المشاركة الفعلية المساندة لنضال هؤلاء الأسرى إن كان باعتصامات أو مظاهرات أو وقفات أو غيرها من نشاطات داعمة لمسيرة الأسرى، ويكتفي بأن لا يترك محطة أو مناسبة وطنية إلا ويبدأ بالتنظير حول المشاركة أو الترتيب أو الجهوزية من خلال نشر مقالات سخيفة وخفيفة.

دوره بالمرافعة عن الأسرى تحوم حوله الكثير من التساؤلات، ودوره مشبوه بالهجوم على التجمع والحركة الوطنية. إنه يكرر رواية المخابرات تحت غطاء النقد والرأي الآخر.

لا يطلب أحد من بولس التضامن مع التجمع أو الحركة الوطنية عموما، لكن من حقنا أن ندعوه ألا يروج لروايات الشرطة والمخابرات والتشكيك بسمعة التجمع. هناك الكثير من المستكتبين المتأسرلين الذين يجيدون فعل ذلك باتقان أكثر منه، فرجاءً لا تكن جوادا للبوليس، فضيعتنا صغيرة.

من حق بولس مثل أي كاتب آخر أن ينتقد ويحلل، ولكن أن يكون تحليله ونقده على أسس حقيقية وليس بناء على ما تروجه وسائل الإعلام الصهيوني. فليس من حقه أن يثير الشبهات حول كوادر التجمع المعتقلين، وأنا واحد منهم، دون أن يطلع على حقيقة التحقيق.

لا تكن جوادًا للبوليس مرة أخرى. لا تقم بـ'تصفية حساباتك الشخصية' المعروفة للجميع على حساب سمعة كوادر التجمع. لا تردد إشاعات الشرطة والمخابرات وأنت المحامي العليم كيف تحاك الأمور لدى المخابرات. لا داعي لتذكيرك بأنه لم تقدم أي لائحة اتهام حتى اللحظة ضد أي كادر من كوادر التجمع.

لا تكرر رواية المخابرات بالغمز واللمز... سمعة رفاقنا أغلى ما نملك وهم معرفون بين شعبهم بنظافة أياديهم وبأنهم لا يقايضون ولا يبرمون صفقات... لدينا الكثير ما يقال عن التحقيق وفحواه، لكن يحظر ذلك قانونيا في المرحلة القريبة، وهي حقائق ستنسف الإشاعات التي تروج لها.

لنا رصيدنا ولك رصيدك، فلا تخلط بينهما.

لا تكن جوادًا لادعاءات لبوليس.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط