المشتركة: مشروع عربي بحاجة لرئيس وبرنامج

 

القائمة المشتركة بحاجة إلى إعادة صياغة البرنامج السياسي كمشروع عربي، بمشاركة الجمهور وإلى رئيس جديد يتحدث باسم هذا المشروع ويلتزم به.

طالما أن العرب في هذه البلاد يخوضون الانتخابات للكنيست فالأجدر أن يكون ذلك كعمل جماعي مناهض للمؤسسة الإسرائيلية وللصهيونية في آن ويجب بذل جهد لإيجاد آليات لإدارة الخلافات وفض النزاعات بين الشركاء والحلفاء. فالمصلحة العربية العامة أكبر من أي خلاف. هذا ليس شعارًا، بل قراءة واقعية للحالة السياسية.

العمل السياسي ملقى على كاهل الأحزاب إلا أن القائمة المشتركة ليست ترتيب مقاعد بين الأحزاب ولا يجب أن تكون كذلك، بل يجب أن تكون مشروعا عربيا من أجل العرب المضطهدين في هذه البلاد كفلسطينيين وكعرب ثانيًا.

هذا الطرح لم ينهض ولم يُستنهض منذ انتخبت القائمة المشتركة قبل ثلاث سنوات، على العكس ما زال الشركاء بها يتبادلون الاتهامات حول محاولة كل فصيل الاستيلاء على خطاب المشتركة أو الخروج عن برنامجها، خاصة بسبب النهج السياسي المثير للجدل لرئيس المشتركة الذي يرأس قائمة لا يؤمن بها أيدولوجيا ويتعامل معها كإطار مؤقت يمنحه القوة والمنصة لبناء مشروع سياسي آخر(معسكر يسار جديد) ولذلك ولأن السياسة ليست "ردحا وعويلا وتباكيا"، لا بد من تصحيح مسار المشتركة وفق أسس سياسية متعارفة وتوافقيّة تضمن مشاركة الجمهور في إعادة صياغة وصقل برنامج المشتركة السياسي ضمن سيرورة مدروسة متطورة تكسب شرعية شعبية لهذا البرنامج وتلزم رئيس وأعضاء المشتركة بحد أدنى من المقولة السياسية، وآليات المساءلة.

لا يمكن أن يضمر رئيس قائمة العرب في البرلمان تركيبة أخرى للتمثيل البرلماني في حال أتاحت له الفرصة ذلك بعد أن حازت هذه القائمة على ثقة ٤٥٠ ألف عربي وتربع بعد ذلك على رئاستها، بينما يستفيد من منصة ومكانة الرئيس لقائمة لا تشكل مشروعه السياسي ولا تشكل شغله الشاغل وهمّه ومشروعه. ولا يجوز أن يتعامل معها كقائمة "كراسي" ليس إلا. وليكن واضحًا هذا الموضوع ليس ذنب النائب عودة وحده وليس هو المشكلة كشخص فأنا أكن له احتراما كبيرا على المستوى الشخصي ولا أُشكك بمصداقيته تجاه توجهه الأيدولجي والتزامه بقضايا الناس، إلا أن كل الأحزاب والأعضاء في المشتركة وأولهم التجمع الذي أنتمي إليه، يتحملون مسؤولية عدم ترشيد خطاب القائمة المشتركة كمشروع عربي وتحوليها إما لترتيب الكراسي وإما لمنصة يستغلها من يريد لتمرير مشاريع دخيلة على برنامجها.

ولا يمكن أن تستمر القائمة المشتركة من دون الخوض الجدي العميق في برنامجها وهدفها كمشروع سياسي عربي في هذه البلاد، تحفظ مكانة وهوية وحقوق أصحاب البلاد الأصليين وترفع من شأنهم محليا ودوليا وتقوي صلتهم بمشروع التحرر الفلسطيني.

مطلب الساعة هو إعادة صياغة المشروع السياسي للمشتركة بانفتاح، وبأكبر مشاركة من الجمهور وإعادة مصداقيتها.

التمثيل البرلماني ليس قدرًا ولا يمكن أن يستمر دون ضوابط ولا يمكن أن يكون ثمن التمثيل سقوطا سياسيا وتحريفا لإرادة الناس. هذا ليس كلاما للاستهلاك، بل دعوة لتصحيح المسار، بدلا من الردح والاختباء وراء شعارات فضفاضة، والخوض في تؤيلات التصريحات وخلفيتها وترجمتها. مصلحة العرب ومستقبل الفلسطينيين في هذه البلاد تستحق من السياسيين هذا الجهد.

 

 


تصميم وبرمجة: باسل شليوط