بَيرْوتُ مَوْئلُ حُلْمِنا

بَيْروتُ  قَدْ  حَلَّتْ  ضفائرَها

وَدُمُوعُها  تَجْري سِجَامْ

 

في  لحظةٍ   ظنَّتْ   بَريقَ

 الْأُفقِ   وَرْدَةَ   عاشِقٍ

 غَفلتْ .. وَما   قَالَتْ   كَلامْ

 

العينُ  يا  بَيْروتُ  باكيةٌ...

بَرْقٌ ..  تَلاهُ   هَزيمُهُ

وقُرُنفُلِ  الشُّرُفاتِ  قَدْ  حَضنَ  الثرى

مَوْتاً...زُؤامْ

 

بَيْروتُ  مَوْئلُ  حُلْمِنا

وحَمامُها  هذا  الْجَميلُ   هَديلُهُ

موّالُ   عِشْقٍ  راسِخٍ

 قَهَرَ  الكآبةَ  والْحِمَامْ

 

بَيْروتُ  قَدْ  حَلَّتْ  ضَفائِرَها

ودُمُوعُها   تَجْري  سِجامْ

 

وَسَماؤُها نَزِلتْ  إلى  شُطْآنِها

  ظُلَلاً  وَعاصِفةً  وَناراً  أحْرَقَتْ

قَلْبَينِْ   خَفْقُهُما   غَرامْ

 

بَيْروتُ  صَدْرُكُ  واسِعٌ  

عُرْسُ السَّنابِل في  رَبيعِكِ قَدْ نَمَا     

 والْياسَمينُ  تَضَوَّعَتْ  أَزْهارُهُ

وتَوَهَّجتْ عَيْناكِ جَمْراً أوْ خُزامْ

 

بَيْروتُ   حِضْنُكِ   دافئٌ

 لُفّي  الضَّفائرَ  وَامْسَحي

الأحزانَ  عَنْ  خَدَّيْكِ 

إنَّ الدَّمْعَ يَأْبى أنْ يَدُومْ

 

وَعَواصِفٌ  تُذْري  عَلَيْكِ سَحابةً

وَبُرُوقُها  لَمَعَتْ وَقَدْ 

وَلَدَتْ رُعُوداً  أوْ  هَزيمْ (١)

 

بَيْروتُ  تغْسِلُ  شَعْرَها

ودُمُوعُها  تَجْري سُجومْ

 

ضاقَتْ بها الاحزانُ

فارْتَحَلتْ .. وَيأْبى الْحُزْنُ

فيها أَنْ يُقيمْ

 

بَيْروتُ   تَبْكي   حَالَها 

والْعَيْنُ  تَذْرِفُ  دَمْعَها

والْقلبُ  مِنْ  حَرِّ  الدُّمُوعِ  أَصَابَهُ

ألَمٌ  وَقَدْ  أَمْسى مُصَاباً  أوْ  كَليمْ

 

بَيْروتُ  قَدْ  حَلَّتْ  ضَفائِرَها

وَدُمُوعُها  تَجْري  سُجُومْ

 

أَطْفالُها  فَقَدوا  الطُّفُولَةَ  والْمَلاعِبَ

والْحَواري   والدُّمى 

فَقَدُوا  الصَّباحَ  وَشَمْسَهُ

والشَّطَّ  والْبَحْرَ   الرَّؤُومْ

 

لا  تَجْزَعي  بَيْروتُ

 مِنْ  كَلَمٍ  يَطيبُ  نَزيفُهُ

وَتَذُوبُ  في  بَحْرِ  النَّهارِ  جُروحُهُ

وتَعودُ للْغاباتِ اطيارُ  السَّلامْ 

 

١- الهزيم : صوت الرعد


تصميم وبرمجة: باسل شليوط