عبد الناصر الفلاح

واكبت فترة جمال عبد الناصر الكثير من الأدبيات والمصطلحات، مثل أممية، اشتراكية، تأميم، ماركسية وغيرها من الفرضيات والاجتهادات الرنانة التي يتغنى بها ويرددها الكثيرون من الاشتراكيين الوهميين إلى يومنا هذا.

ما ميّز جمال عبد الناصر طبيعته وطبيعة حياته وإيمانه المطلق بأن يبقى انتماءه لمنشأة ومجموعة الفقراء التي اضطهدها الكثيرون، فناصر مارس ذلك قولا وفعلا ولم يبتعد يوما عن هموم شعبه، الأمر الذي عزز ثقة الملايين به، وفعلا عاش ناصر ومات فقيرا على عكس أسلافه من الحكام، سواء كانوا باشوات أو ملوك.

حرص جمال عبد الناصر على أن يكون مردود مشاريعه لمساندة ورفعة مكانة الفقراء من الفلاحين، وهي المجموعة التي انتمى إليها أهله، وطالما افتخر ناصر بكونه انتمى إلى بيت فقير وطالما جهر به ووعد ونفذ بأنه سيبقى فقيرا مساندا للفقراء.

كان لنشأة عبد الناصر المتواضعة، القسط الأكبر في سياساته وسياسات التأميم لتعزيز مكانة الفلاحين، إذ قام ناصر بتأميم العديد من المرافق، الأمر الذي ساهم في رفعة مكانة المواطن المصري، حيث شكل الفقراء عشية التأميم نسبة تسعين بالمئة وكان لجمال عبد الناصر وسياساته القسط الأكبر برفعة المواطن الفقير وتقليل نسبة الفقر في مصر.

من الممكن أن تزوّر التاريخ، ولكنك قطعا لن تستطيع تغييره، فكانت الكثير من المحاولات لتشويه صورة عبد الناصر ومحاولة التقليل من مساهمته، ولكن لم يفلحوا بذلك، فعبد الناصر مارس حياة بسيطة متواضعة وأسهم كثيرا في رفعة مكانة الفقراء الذين أحبوه حبا لم يعرفه قائد من قبل ولا من بعد.

مشروع عبد الناصر المصري الاشتراكي انتشر وقوبل بالترحاب في العالم العربي وخاصة في فلسطين التي كانت ترى بعبد الناصر المخلص الذي سيخرج فلسطين من الظلمات إلى النور.

ما قام به عبد الناصر أخفق به الكثيرون، فعبد الناصر نجح في تعريب المشروع الاشتراكي وتبنيه في العالم العربي، حيث كان لشخصه مساهمة نوعية في ذلك، إذ رسم ناصر وحدة الأمة العربية تحت إطار واحد لولا خبث ودهاء الاستعمار ووكلائهم في المنطقة الذين تكالبوا على عبد الناصر ومشروعه حتى أنهكوه، ولكنهم لم يعوا بأن الفكرة لا تموت، خاصة وأن من يقف من ورائها شخص كناصر.

حاول ناصر بمحاولات الوحدة فبدأ بمشروع الوحدة مع سورية، وحارب في اليمن دفاعا عن أشقائه، كما ساند كل مستضعف في العالم، كان عبد الناصر أيقونة وما زال.

إن عبد الناصر ترك إرثا اشتراكيا قوميا عروبيا لم تستطع أن تمحوه كل الأدبيات المغرضة، فبقى عبد الناصر ومشروعه في ذهن كل عروبي وما زال العرب رغم خلافهم واختلافاتهم يتوحدون تحت عروبيتهم التي طالما حاولت أيدي الاستعمار الغاشمة تفكيكها، فالعالم العربي رغم الأزمات التي عصفت به يفخر ويعتز بانتمائه العروبي وما زال يحلم بإقامة الجمهورية العربية الكبرى التي ستقوم حتما لا محالة.

 

مقالات في ثورة ملهمة

الرابط ⬇️
http://www.altajamoa.org/public/pdf/magazine1.pdf


تصميم وبرمجة: باسل شليوط