ممثل التجمع في مجد الكروم يتحدث عن قرار إغلاق المدارس

عز الدين بدران

عندما نكون جزءا من اتخاذ القرار، لا نختبئ ولا نهرب من المسؤولية ولا نلقيها على غيرنا.

إلى جانب المجلس المحلي ولجان أولياء أمور الطلاب تعمل في موضوع كورونا لجنة استشارية مكونة من خيرة الأطباء والمختصين والمهنيين في مجد الكروم، واتخاد القرار، مهما كان صعبًا، يأتي بعد مداولات ونقاشات وفحص كل الجوانب، وبعد هذه السيرورة تم إغلاق المدارس الابتدائية.

نحن نعمل وفق ما يجب أن نعمل ونتخذ الخطوات المهنية اللازمة والمدروسة ووفق ما يمليه علينا ضميرنا، تعليمات وزارة الصحة كانت واضحة منذ بداية العام، كل صف يكون فيه عدد من المصابين يخرج لحجر صحي لمدة أسبوع، بعدها يتم إجراء فحوصات ويعود لتعليم الوجاهي من لا يحمل فيروس كورونا. هذا الأمر لم ينفذ في معظم المدارس ولو تم العمل به منذ البداية لما وصلنا إلى هذه الحالة، ومن جهة أخرى كان على الأهل الذين يعلمون بإصابة ابنهم أو على الأقل ظهور العوارض عليه ولو بنسبة بسيطة عدم إرساله إلى المدرسة.

اتخذنا هذا القرار بعد جلسات عديدة وزيارات للمدارس واطلاع يومي على المعطيات وبعد الاستماع للهيئة الاستشارية بعدة جلسات وأخذنا مخاطر وسلبيات القرار منها التربوية التعليمية والاجتماعية والاقتصادية وبالأساس الصحية على أبنائنا وعلى مجمل أهالي قريتنا، وبعد تخبطات ثقيلة نعم صوتت وقاتلت من أجل إصدار هذا القرار الذي نأمل أن يحد من الانتشار، وثانيا أن يكون رادعًا للمسؤولين وللأهالي بأن يحرصوا عن تنفيذ التعليمات، وأكررها على الملأ وبكل قناعة وضمير حي، لا يمكن أن نخاطر بحياة طفل واحد ولا طالب من أبنائنا من أجل إرضاء أي شخص كان، حياة أي طالب في المرحلة الابتدائية أهم من أي اعتبار شخصي أو سياسي أو انتهازي، لن تحمل ضمائرنا فقدان طالب من أجل رضا مسؤول أو قريب أو صديق أو جار.  

والمعطيات كالتالي:

مدرسة السلام: 59 مصابا، متواجدون في 20 من 28 صفا

مدرسة عمر بن الخطاب: 48 مصابا، 17 من أصل 25 

المتنبي: 9 مصابين، 5 صفوف من 12 صفا 

إجمالي الإصابات الفعالة بالقرية 247

نسبة الطلاب المصابين يشمل رياض الأطفال 70٪

في مدرسة السلام كان التزام بإغلاق لعدد من الصفوف، باقي المدارس لم يتم إغلاق أي صف وتم تجاهل التعليمات من أجل عدم الوصول الإغلاق، ما أدى لتفاقم الأزمة الصحية والوصول للوضع الحالي.

ليكن معلوما لدى الجميع لو التزمنا بتعليمات وزارة التربية والتعليم، وخصوصا المسؤولين، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وهذه فرصة لكي أحمّل نفسي بعض المسؤولية كعضو مجلس أنه كان يجب عليّ أن أضغط بشكل أكبر في وقت سابق كما ضغطت وراقبت وتابعت في الأسبوع الأخير.

أفهم غضب الأهالي وأنا أيضا والد لطلاب في هذه المدارس، لكن عندما نضع أمامنا المخاطر الصحية والنفسية على الطلاب والأهالي، يكون لزامًا علينا اتخاذ قرارات ضد رغباتنا الذاتية وتفضيل حياة الطلاب وسلامتهم.

عز الدين حوراني بدران 

عضو المجلس المحلي عن التجمع الوطني الديمقراطي.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط