لا تصفقوا لإسرائيل وعرب حكومتها

الاحتلال يمنع طلبة مدارس اللبن الشرقية من الوصول إلى مدارسهم(وفا)

لم تتغير السياسة الإسرائيلية، وهي ماضية على حالها، في مواصلة العمل الكثيف لتدعيم مشروعها الاستعماري الكولونيالي وفق رؤية الحركة الصهيونية التي تهيمن على المشهد السياسي في إسرائيل.

منذ نكبة فلسطين في العام 1948 وإقامة إسرائيل، تمارس المؤسسة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة سياسة 'الفوقية اليهودية' على سائر المواطنين في البلاد، وهي ليست بحاجة أصلا لشرعنتها وقوننتها ووضعها في إطار قوانين عنصرية مثل 'قانون أساس - يهودية الدولة' أو 'قانون القومية' وقانون 'منع لم الشمل' الذي يستهدف العائلات العربية، وما تلاها من قوانين عنصرية ظالمة ومجحفة.

قاسم بكري

تواصل السلطات الإسرائيلية تضييقاتها على المواطنين العرب في البلاد، وتحاصر العمل السياسي، وتكثف جرائم هدم المنازل ومصادرة الأرض واقتلاع بلدات عربية بالنقب مثل قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، وتُحرم قرى أخرى من أبسط مقومات الحياة كالماء والكهرباء وخدمات الصحة والتعليم، وتمنع فلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك وتُبعد آخرين عنه بقرارات عسكرية استنادا إلى أنظمة الطوارئ من العام 1945 التي وضعها الانتداب البريطاني في بلادنا، وشملت أوامر وأنظمة عديدة في مجالات مختلفة، بينها الاعتقال والطرد، ووضع اليد على ممتلكات ومصادرتها، والقضاء والعقوبات في المحاكم المدنية والعسكرية، والرقابة العسكرية وغيرها، وتعمل السلطات لاقتلاع وتهجير أهالي الشيخ جراح وغيرهم من القدس المحتلة، وتسحب جنسيات مواطنين عرب، إضافة إلى ملاحقات واعتقالات وغيرها.

لم تتغير إسرائيل وساساتها وسياساتها الصهيونية في استهداف الوجود العربي الفلسطيني وتهويد المكان، لكنه في المقابل ثمة من تغيّر أو غيّر جلده أو لربما انكشفت عورته وبانت سوءاته الانبطاحية أمام الأسرلة ومخططاتها ومشاريعها الأخطبوطية، بادعاء 'خدمة المواطنين العرب'، وانسلخ عن الهوية الوطنية الجامعة متجاهلا أننا أبناء شعب صاحب قضية وجزء أصيل صمد في أرض وطنه، رغم كل ما جابه وواجه من مخططات اقتلاع وتهجير وتحديات ومحاولات لطمس وتشويه هويته الدينية والقومية والوطنية، لا زالت تستهدفه لغاية اليوم.

ليست إسرائيل وحدها على باطل، بل كل من اتبعها وسار في دربها، وقبل فتاتها وانبطح وقايضها على حساب معتقداته وثوابته وقيمه، و'لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ'، وَحَذارِ ثمّ حَذارِ من الانزلاق إلى مهاوي الأسرلة والصهينة والانسلاخ عن هويتنا القومية وانتماءاتنا الدينية والوطنية.

ليس جديدا أن يبرّر ويدافع عرب الحكومة الإسرائيلية، اليوم، عن أسباب وجودهم في خندق من اعتبروهم حتى الأمس 'طُغاة' و'ظلمة' و'احتلال'، فضعاف النفوس واللاهثون خلف الفتات تجدهم في كل زمان ومكان بألوان وأقنعة مختلفة.

واجب الساعة لجم حكام إسرائيل وفضح الممارسات العنصرية والفاشية والاستبداد والاستعمار والاحتلال والظلم والقمع والفساد، والوقوف إلى جانب المظلومين والمقهورين والمستضعفين من أبناء شعبنا في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية وفي أراضي 48، لأننا نعيش ألم الظلم ووجع العنصرية والقمع والتمييز منذ أن أقيمت إسرائيل.

وأخيرا، لا بُد من توجيه رسالة لكل إنسان منا، إياك ثمّ إياك أن تصفق لإسرائيل وعرب حكومتها إن لم تستطع أن تساند الحقوق المشروعة لأبناء شعبك وأمتك.


تصميم وبرمجة: باسل شليوط